أخر الاخبارمنوعات وفنون

القصة الحقيقية للطفلة المصرية شهد التي قيدها والدها ثلاث سنوات

القصة الحقيقية للطفلة المصرية شهد التي قيدها والدها ثلاث سنوات

في قرية “الدهلقية” المصرية، كان هناك منزلٌ يثير الرعب في نفوس السكان. بيت مهجور تحيط به الأقاويل والهمسات: أصوات صراخ مكتوم، أنين، واحتكاك سلاسل حديدية… كلها كانت توحي بشيء غير طبيعي، حتى إن الجيران اعتقدوا أن الأرواح تسكنه، فتجنبوه لسنوات.
لكن خلف الجدران المتشققة لذلك البيت المظلم، كانت مأساة لا تخطر على البال تحدث بصمت.

المنزل كان مملوكًا لرجل يُدعى محمد صبري، لم يكن يسكن فيه، لكنه كان يزوره ثلاث مرات في الأسبوع، وهو أمر أثار الشكوك، إلا أن رده الدائم كان: “ما شفت ولا سمعت شي غريب”.
مع مرور الوقت، بقي البيت كما هو: مهجور، غامض، ومصدرًا للأصوات المقلقة. لا أحد تجرأ على دخوله… حتى جاء يوم 26 أكتوبر 2021.
لحظة الاكتشاف
في ذلك اليوم، قرر شاب فضولي أن يضع حدًا لتساؤلاته، فاستعان بصديق له، وتسلقا معًا إلى داخل المنزل عبر السطح. بدا كل شيء في الداخل مهملًا وفوضويًا، حتى سمعا صوتًا معدنياً يصدر من غرفة مغلقة. بعد تردد، اقتحما الغرفة ليفاجآ بمشهد صادم لا يُنسى.
في زاوية الغرفة، كانت تجلس فتاة بوضعية القرفصاء، مربوطة بالسلاسل. ملامحها شاحبة، ثيابها ممزقة، وشعرها متشابك. وعندما أضاءا الكشاف على وجهها، تملّكهما الذهول…
إنها شهد — الطفلة التي اختفت قبل ثلاث سنوات دون أي أثر.
ثلاث سنوات من الجحيم
شهد كانت في حالة صحية ونفسية يرثى لها. نحيلة إلى حد مخيف، بالكاد تتحدث، وتقضي حاجتها في نفس المكان. كانت تعيش عزلة تامة، مغلقة في غرفة بلا نور ولا رحمة، بينما أهل القرية يعتقدون أنها ميتة أو اختفت للأبد.
عندما وصلت الشرطة، كشفت شهد عن اسم الشخص الذي سلبها طفولتها: والدها، محمد صبري.
الجاني: الأب
محمد صبري، الذي يفترض أن يكون مصدر أمانها، هو من ارتكب هذه الجريمة البشعة. بعد طلاقه من والدة شهد، استمرت الخلافات، وبدأت معاناة الطفلة تتفاقم. كان يعاملها بقسوة، يضربها ويعنفها باستمرار، حتى أنها حاولت الهرب ذات مرة، لكنها لم تنجح.
وفي لحظة قاسية من انعدام الإنسانية، قرر أن “ينهي المشكلة”، فحبسها داخل منزله المهجور، تاركًا إياها تعاني بصمت لثلاث سنوات متواصلة.
الحكم الذي أغضب الجميع
رغم هول ما جرى، حكمت المحكمة على الأب بالسجن 3 سنوات فقط.
لكن أي منطق يمكن أن يساوي بين ثلاث سنوات من الحبس والعذاب النفسي والبدني، وعقوبة لا تتجاوز الثلاث سنوات خلف القضبان؟
سؤال يبقى بلا إجابة
قصة شهد ليست مجرد حالة فردية؛ إنها جرس إنذار عن العنف الأسري، والإهمال، وصمت المجتمع تحت تأثير الخوف أو الجهل.
ويبقى السؤال المؤلم:
هل نالت شهد العدالة حقًا؟ أم أن ما خفي من ألمها كان أعظم مما يمكن أن يُروى؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى