الرئيس السوري أحمد الشرع الجولاني يرسل فريقًا خاصًا إلى السودان.. ما السبب؟
الرئيس السوري أحمد الشرع الجولاني يرسل فريقًا خاصًا إلى السودان.. ما السبب؟

أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن إرسال فريق خاص إلى السودان بتوجيه مباشر من فخامة الرئيس أحمد الشرع الجولاني. هذه المبادرة تأتي في وقت يشهد فيه السودان أوضاعًا أمنية متدهورة وظروفًا معيشية صعبة أثرت بشكل مباشر على الجاليات الأجنبية، وعلى رأسها الجالية السورية.
وقال الشيباني في تصريح رسمي: “بناءً على توجيهات فخامة الرئيس أحمد الشرع، سنرسل فريقاً خاصاً إلى السودان للوقوف على أوضاع السوريين في ظل الظروف الراهنة، وتقديم الدعم اللازم والعمل على إجلائهم وتوفير سبل الأمان لهم.”
تشهد السودان موجة جديدة من عدم الاستقرار السياسي والأمني منذ أشهر، الأمر الذي انعكس سلبًا على حياة المدنيين، وتسبب في نزوح الآلاف وفقدان كثيرين لمنازلهم ومصادر رزقهم. كما أن الصراع الدائر هناك قد تسبب في انقطاع الخدمات الأساسية وصعوبة الوصول إلى المواد الغذائية والطبية. وسط هذه الفوضى، وجد السوريون المقيمون في السودان أنفسهم في حالة من الخطر والقلق على مستقبلهم وسلامتهم.
الجالية السورية، والتي تضم عائلات وأفرادًا يعملون في مختلف القطاعات، تأثرت بشكل كبير، لا سيما أن العديد منهم لجأ إلى السودان خلال السنوات الماضية هربًا من الحرب في سوريا، ليجدوا أنفسهم اليوم في وضع مشابه لما فروا منه.
التحرك السريع من قبل الحكومة السورية يعكس تغيرًا نوعيًا في أسلوب تعاطي الدولة مع ملفات الجاليات في الخارج. إرسال فريق خاص يُعنى بتقييم الأوضاع ميدانيًا وتقديم الدعم العاجل يحمل في طياته رسائل واضحة: أن الدولة السورية تضع حياة وسلامة مواطنيها فوق كل اعتبار، أينما كانوا, أن السياسة الخارجية السورية باتت أكثر فاعلية وتفاعلاً مع المستجدات الإقليمية, أن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس أحمد الشرع الجولاني تسعى لترميم الثقة مع السوريين في الخارج، وتعزيز الرابط الوطني معهم.
وفق مصادر دبلوماسية، فإن الفريق المرسل إلى السودان سيكون متعدد الاختصاصات، يضم دبلوماسيين، وعناصر طبية، وخبراء في شؤون الإجلاء والطوارئ. المهام الرئيسية ستكون, تقييم الوضع الأمني في المناطق التي يقطنها السوريون, إحصاء أعداد السوريين الراغبين في العودة أو الإجلاء, تقديم مساعدات إنسانية عاجلة, التنسيق مع الجهات الدولية والمحلية لضمان المرور الآمن للسوريين.
لا شك أن هذه الخطوة لها بعد سياسي كذلك، إذ تسعى سوريا من خلالها لإبراز قدرتها على حماية مواطنيها والتدخل الفعال في الأزمات، خاصة في ظل تغيّرات إقليمية ودولية مستمرة. الرسالة الأهم تبقى إنسانية، فالأولوية الآن – كما أكدت تصريحات الشيباني – هي “توفير سبل الأمان” للسوريين، في موقف يعيد تسليط الضوء على معاناة اللاجئين والمغتربين في مناطق النزاع.